مدينة سدود

مدينة سدود

الموقع والتسمية

تقع اسدود شمال غزة على الطريق بين يافا وغزة، تبعد عن مدينة غزة 42 كيلومتراً ، ترتفع 42 متراً فوق مستوى سطح البحر وعن شاطئ البحر المتوسط حوالي5 كيلومتر، والى الجنوب من نهر صقرير بـ 6 كيلومتر، وترتبط بمدينة القدس بطرق معبدة، وبها محطة للسكة الحديد الذي يمتد من القنطرة إلى حيفا.
وقد جاءت كلمة اسدود من الكلمة الكنعانية اسدود التي تعني الحصن أو القوة، وقد عرفت بأسماء أخرى فقد أطلق عليها اليونانيون في عهد الاسكندر المقدوني باسم أزوتوس وعرفت عند كتاب المسلمين باسم اسدود
اسدود قبل 1948
كانت البلدة موجودة على تل رملي يشرف على المساحات الواسعة إلى الشرق والشمال والجنوب ويواجه تلا مرتفعا إلى الغرب. وعلى ذلك التل إلى الغرب توجد أنقاض عدة بلدات قديمة كانت تحمل نفس الاسم. كانت اسدود موجودة على الطريق الساحلي قريبا من سكة الحديد وكانت تبعد عن البحر بخمس كيلومترات. وكان اسمها تشويشا لاسدود وهو اسم بلدة قديمة تعود إلى القرن السابع عشر قبل الميلاد. وحسب التوراة (يهشوع 13 1-)3 كانت اسدود إحدى مدن الفلسطينيين الخمس البارزة. ومن الجدير أن نميز بينها وبين المدينة البحرية "أشدود-يام" التي كانت تبعد عن اسدود بخمس كيلومترات توفرت فيها الكثبان الرملية. وبعد أن احتلها المكابيون في القرن الثاني قبل الميلاد تمت إقامتها من جديد بعد أقل من قرن كمدينة رومانية اسمها "أزوتوس". وخلال الفترة البيزنطية أصبحت بلدة الميناء أهم من البلدة الأم.
في القرن السابع دخلت أسدود في الحكم الإسلامي. وسماها الجغرافي الفارسي ابن خرداذبه باسم أزدود وذكر كونها محطة بريد بين الرملة وغزة. وقال السلطان المملوكي قايطباي إنه مر بها في طريقه إلى دمشق في سنة 1477 . في سنة 1596 كانت أسدود قرية في ناحية غزة وكان عدد سكانها 413 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على عدة غلال مثل القمح والشعير والسمسم والفواكه وأيضا الماعز. ودوّن الرحال المصري الصوفي أسعد اللقيمي تفاصيل زيارته في خان أسدود في سنة 1730 بعد أن ترك غزة.
في نهاية القرن التاسع عشر كانت قرية أسدود تمتد على المنحدرات الشرقية لتل منخفض. وكان الخان (الخرب وقتئذ) موجودا إلى الجنوب الغربي من التل. وكانت البيوت مبنية بالطوب ومؤلفة من طابق واحد. وكانت مصدرا المياة الرئيسيان بئرا حجرية وبركة صغيرة تحيطهما بساتين النخيل والتين. وقدر بيديكر قبل الحرب العالمية الأولى عدد سكانها بحوالي 5000 نسمة فوصف قرية "على سفح تل يشرف عليه تل ثاني أكثر ارتفاعا".
كان معظم سكان أسدود من المسلمين وكان في القرية مسجدان ومكان أخر للعبادة ذو ثلاث قباب.
واعتقد القرويون أن أحد المساجد تبع سلمان الفارسي من صحابة النبي محمد وذلك اعتمادا على ما وجد داخل مسجد أقيم خلال فترة السلطان المملوكي ألظاهر بيبرس (1259-1277). وباعتقادهم أن المسجد الثاني تبع الشيخ المصري المتبولي وأن الثالث تبع أحمد أبو الاقبال.
كانت في جوار أسدود 9 خرب تضم تقايا فخارية متنوعة وأرضية من الفسيفساء وصهاريج قديمة ومعصرة زيتون. وكشفت التنقيبات الأثرية عن أن الموقع بقي آهلا بصورة مستمرة من القرن السابع عشر تقريبا وحتى سنة 1948. وازدهرت القرية في الفترة القديمة وبلغت إلى ذروتها في القرنين الثالث عشر والرابع عشر قبل الميلاد

أهم المعالم في المدينة

لقد دمر اليهود المدينة ليقيموا بدلا منها مدينة وميناء اشدودإلا أنهم عثروا مكان المدينة القديمة على أثار مكونة من أسوار وأبراج ومعابد وتماثيل تشير إلى أن أهل اسدود العناقيين الكنعانيين كانوا يعبدون الإله عنات إله الحب والجمال والحرب
وكان يوجد في مدينة اسدود مسجدان و العديد من المزارات مثل:
1- مزار سلمان الفارسي الذي أقيم في عهد الظاهر بيبرس، وهو مسجد يقال أنه لسلمان الفارسي الصحابي المعروف.
2- مزار الميتولي ويقع إلى الشرق من عزبة سلمان الفارسي وهو من الأولياء الصالحين

وكان هناك العديد من الخرب والآبار وصهاريج الماءمثل:
1- بئر الجو خدار جنوب شرق اسدود
2- خربة الداويات أو أم رباح.
3- خربة ياسين
4- مبنه اسدود
5- جسر اسدود
6- تل مرة أو الاخيضر
7- ابو جويعد

النشاط الاقتصادي لاسدود

زراعياً:أهم أشجارها المثمرة: الحمضيات والتين والعنب وشجر الجميز وفي أطراف اسدود الغربية يوجد تل عال يسمى (الرأس) عامر بالآثار وهذا الرأس يموج بأشجار الزيتون الرائعةوأشجار التين المعمرة وعلى الجانب الشرقي من اسدود تمتد السهول المنبسطة التي كانت تمتلئ ببساتين الحمضيات وتجود فيها أنواع الحبوب ومقاثي القثاء والبندورة البعلية


تجارياً:كان لها سوق أسبوعي يوم الأربعاء


ثقافياً:كان بها مدرستان واحدة للبنين وأخرى للبنات دمرها الأعداءعام 1948م وأقاموا على أرضها مستعمرة أشدود التي استوطنها اليهود فيمابعد


يجاورها من القرى: حمامة وبيت دراس والبطاني

الاحتلال والتهجير

عندما دخلت القوات المصرية فلسطين في 15 من شهر أيار\ مايو 1948 كان أهم هدف سيطرة منطقة إسدود. ففرضت هذه المهمة على الكتيبة التاسعة لكن في 22 مايو وصلت كتيبة جديدة إلى الجبهة وتسلطت الكتيبة السادسة على إسدود كما ذكر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي كان آنئذ ضابط في الكتيبة). ما ذكرت الصحافة الأجنبية وجود أي قوة مصرية في منطقة إسدود حتى 30 مايو ولكن شهادة عبد الناصر العيانية تبدو أمينة. في تلك الفترة كانت إسدود تقع

على الخط الأمامي بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية. وتسلطت القوات الإسرائيلية على الطريق بين إسدود والمجدل غير أن المصريين نجحوا في طردها من الطريق واحتفطوا بخطوط امداداتهم من الجنوب.

كانت الأوامر الإسرائيلية تستهدف احتلال المجدل وإسدود ويبنه وقد شن الهجوم في 2 يونيو الأمر الذي سبب تشريد سكان كثيرين من المنطقة. وذكرت صحيفة "نيو يورك تييمز" "قتال دموي" في جنوب البلاد بجوار إسدود في 3 يونيو. وبعد عدة أيام في 9 و- 10 يونيو شنت القوات الإسرائيلية هجوما ثانيا. وفي يوم الغد دخلت الهدنة الأولى حيز التنفيذ. خلال الهدنة كان عبد الناصر مرابطا في إسدود حيث لاحظ النشاط العسكري الإسرائيلي خلال الهدنة. وفي الفترة ما بين الهدنتين شنت قوات المغاوير الإسرائيلية هجمات في منطقة إسدود. وحسب "نيو يورك تييمز" وصلت وحدة تدعى "ثعالب شمشون" إلى الخطوط المصرية في إسدود.

ولم يتم احتلال إسدود حتى نهاية الهدنة الثانية في أكتوبر 1948. في بداية عملية "يوآف" شن الهجوم على إسدود من البحر ومن الجو فسقطت البلدة في يد الإسرائيليين.

وجرت المراحل الأولى من عملية "يوآف" بتنسيق مع عملية "ههار" التي قام لواء غفعاتي بها. فاقتحم هذا اللواء عددا من القرى في قضاء الخليل في 22 - 23 أكتوبر وقد فر كثيرون من سكان القرى في قضاء الخليل قبل وصول الإسرائيليين وطُرد الأخرون إلى الخليل. وفي المراحل الأخيرة لعمليتي "ههار" و"يوآف" تم دمج المنطقتين واخترقت القاوت الإسرائيلية الخطوط المصرية في 23 أكتوبر 1948.

وجاء في صحيفة "نيو يورك تييمز" في 18 أكتوبر 1948 أن الإسرائيليين قاموا بقصف جوي في منطقة إسدود وكان المصريون هناك مهددين بالحصار والعزل وانسحبوا إلى الجنوب على الطريق الساحلي. ومن بقي من السكان المدنيين فر مع الطوابير المصرية قبل دخول القوات الإسرائيلية في 28 أكتوبر. وذكر بيني موريس أن حوالي 300 من سكان البلدة بقوا فيها رافعين الأعلام البيض فطردوا فورا إلى الجنوب. وجاء في بيان أصدره جيش الدفاع الإسرائيلي في يوم الاحتلال أن القوات الإسرائيلية دخلت إسدود بناء على طلب السكان المحليين...


إرسال تعليق

0 تعليقات